الغضب البشري من كتاب كلمه منفعه لقداسه البابا شنوده الثالث
احيانا يوجد غضب مقدس من اجل الله، ولكنه لا يتصف بالعصبية وفقدان الأعصاب، إنما هو غيرة مقدسة.
اما الغضب البشرى فيقول عنه يعقوب الرسول".. لانه غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع1: 20).
وما اكثر اقوال الآباء القديسين فى ذم الغضب.
قال
ماراوغريس " صلاة الغضوب هى بخور نجس مرذول، وقربان الغضوب ذبيحة غير
مقبولة". وقال ايضا " ان الغضب هو حركة للجنون.. يجعل النفس مثل الوحوش..
عينا الغضوب شريرتان مملوءتان دم. اما وجه الوديع فهو بهى ن وعيناه تنظران
بحشمة"..
وكان الانبا اغاثون يقول: لو لن الغضوب اقام امواتا، فما هو مقبول عند الله، ولن يقبل اليه احد من الناس.
قال
شيخ: ان الذى يخاصمه اخوه ولا يحزن قلبه، فقد تشبه بالملائكة. فان خاصمه
هو ايضا، ثم رجع لساعته فصالحه، فهذا هو عمل المجاهدين. اما الذى يحزن
اخوته، ويحزن منهم، ويمسك الحقد فى قلبه، فهذا مطيع للشيطان، مخالف لله،
ولا يغفر له الله ذنوبه اذا لم يغفر هو لاخوته..
وقال مار إفرام
السريانى: السخوط يقتل نفسه. وهو غريب من الملامة وعادم الصحة، لان جسمه
يذوب كل حين، ونفسه مغمومة، وهو ممقوت من الكل.
وقال مار افرام ايضا: من يخفى فى قلبه حقدا، يضاهى من يربى فى حِجرة حية الدخان يطرد النحل، والحقد يطرد المعرفة من القلب.
وقال انبا اشعياء: الغضب هو انك تريد ان تقيم هواك وتغلب بالمقاومة، وما قطعت هواك بالاتضاع.
وقال القديس اغسطينوس: ما هو الغضب؟ انه شهوة الانتقام..
وان
كان الله على الرغم من إساءاتنا، الا انه لا يشاء ان ينتقم لنفسه منا، فهل
نطلب نحن ان ننتقم لانفسنا، ونحن نخطىء فى كل يوم الى الله؟!
وقال القديس اغريغوريوس اسقف نيصص: ان الغضب يجعل المرارة السوداء تنتشر فى الجسد كله..
وقال القديس يوحنا الاسيوطى: سلاح الغضب يؤذى صاحبه.. الغضب فى القلب مثل السوس فى الخشب.
وإن
رجعنا الى الكتاب المقدس، نجده يقول " لا تسرع الى الغضب، لان الغضب يستقر
فى حضن الجهال" (جا 7: 9)، ويقول ايضا " لا تستصحب غضوبا، ومع رجل ساخط لا
تجىء.. " (ام22: 24).
انتظرو الموضوع الثاني عشر من كتاب كلمه منفعه لقداسه البابا شنوده الثالث