admin Admin
عدد المساهمات : 264 تاريخ الميلاد : 25/05/1992 تاريخ التسجيل : 19/07/2010 العمر : 32 الموقع : www.tanta.hooxs.com
| موضوع: اسئله محيره جدا ولازم نعرف اجابتها السبت أغسطس 28, 2010 11:27 pm | |
| كتير مننا بيقرا فى الكتاب ولكن برضو كتير مننا بيقرا وهوا مش فاهم ايه معنى الى بيقراه فى ايتين كتير مننا قرأهم لكن الاكتر مش فاهم ايه معنى الايات وبنعمة يسوع ابدا انا بهتان الايتين تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا.( لو 12 :51 )
وقال ايضا جئت لألقى ناراً على الأرض . فماذا أريد لو أضطرمت " "لو12: 49 " .الرد لقداسة البابا المعظم الانبا شنوده الثالث اداّم الله لنا حياته ازمنه مديده سالمة
مقدمة :حينما نتحدث عن آية من الكتاب . لا نستطيع أن نفصلها عن روح الكتاب كله , لأننا قد لا نفهمها مستقلة عنه .فلنضع أمامنا روح الإنجيل , ورسالة المسيح التى ثبتت فى اذهان الناس . ثم نفهم تفسير الآية فى ظل المفهوم العام الراسخ فى قلوبنا .
رسالة السيد المسيح هى رسالة حب وسلام : سلام مع الله , وسلام مع الناس : أحباء وأعداء . وسلام داخل نفوسنا بين الجسد والعقل والروح .
فى ميلاد المسيح غنت الملائكة قائلة " المجد لله فى الأعالى , وعلى الأرض السلام , وفى الناس المسرة " " لو2: 14 " . وقد دعى السيد المسيح " رئيس السلام " " أش9: 6 " . وقد قال لنا " سلامى أترك لكم , سلامى أعطيكم .. لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع " " يو14: 27 " وقال " أى بيت دخلتموه , فقولوا سلام لأهل هذا البيت " " لو10: 6 " . وذكر السلام كأحد ثمار الروح فى القلب . فقيل " ثمر الروح : محبة فرح سلام " " غل5: 22 " . وفى مقدمة عظة السيد المسيح على الجبل قال : " طوبي لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون " " مت5: 9 " .
كما ورد فى الانجيل أيضاً " أطلب إليكم .. أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التى دعيتم لها , بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة , محتملين بعضكم بعضاً بالمحبة , مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط السلام . ولكى تكونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً " " أف4: 1-4 " ودعا السيد المسيح إلى السلام , حتى مع الأعداء والمقاومين , فقال " لا تقاوموا الشر . بل من لطمك على خدك الأيمن , فحول له الآخر أيضاً . ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك , فاترك له الرداء أيضاً . ومن سخرك ميلاً , فاذهب معه إثنين , ومن سألك فاعطه " " مت5: 39-42 " .
بل قال أكثر من هذا " أحبوا أعداءكم , باركوا لا عنيكم , أحسنوا إلى مبغضيكم , وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم .. لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأى أجرلكم .. وإن سلمتم على أخوتكم فقط , فأن فضل تصنعون " "مت5: 44-47 " .
ولست مستطيعاً أن أذكر كل ماورد فى الانجيل عن رسالة السلام فى تعليم السيد المسيح " إنما أكتفى بهذا الآن ’ وعلى أساسه نفهم الآيات التى هى موضع السؤال :
وكمقدمة ينبغى أن أقول إن الانجيل يحوي الكثير من الرمز , ومن المجاز . ومن الاستعارات والكنايات , من الأساليب الأدبية المعروفة .
+ + +
جئت لألقى ناراً :وهى قول السيد المسيح " جئت لألقى ناراً على الأرض . فماذا أريد لو أضطرمت " "لو12: 49 " .1- إن النار ليست فى ذاتها شراً . وإلا ما كان الله قد خلقها .. !! وليست بصدد الحديث عن منافع النار , ولا عما قيل عنها من كلام طيب فى الأدب العربي . وإنما أقول هنا إن النار لها معان رمزية كثيرة فى الكتاب المقدس :
2- فالنار ترمز إلى عمل الروح القدس فى قلب الإنسان .
وقد قال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح " هو يعمدكم بالروح القدس ونار " " لو3: 16 " .
وقد حل الروح القدس على تلاميذ المسيح على هيئة ألسنة كأنها من نار . " أع2: 3 " .
وكان هذا إشارة إلى أن روح الله ألهبهم بالغيرة المقدسة للخدمة . وهذه الغيرة يشار إليها فى الكتاب المقدس بالنار .وهى النار التى أعطت قوة لتطهير الأرض من الوثنية وعبادة الأصنام . وهذه النار هى مصدر الحرارة الروحية . وقد طلب منا فى الانجيل أن نكون " حارين فى الروح " " رو12: 11 " . وقيل ايضاً " لا تطفئوا الروح " " اتس5: 129 " .
3- والنار ترمز أيضاً فى الكتاب إلى المحبة :
وقيل فى ذلك " مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة " " نش 8: 7" . وقيل أيضاً " لكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين " "مت 24: 14 " .
4- والنار قد ترمز أيضاً إلى كلمة الله :
كما قيل فى الكتاب " أليست كلمتى هذه كنار , يقول الرب " " ار23: 29 " . وقد قال ارمياء النبي عن كلام الرب إليه " فكان فى قلبي كنار محروقة " " أر20: 9 " . لذلك لم يستطع أن يصمت . على الرغم من الإيذاء الذى أصابه من اليهود حينما أنذرهم بالكلمة .
5- والنار فى الكتاب ترمز أحياناً إلى التطهير :
كما قيل عن إشيعاء النبي إن واحداً من الملائكة طهر شفتيه بجمرة من النار " " أش 6: 6, 7 " .
وإن كانت النار تحرق القش , إلا أنها تنقي الذهب من الأدران , وتقوى الطوب الطين وتجعله صلباً . وكانت تستخدم فى العلاج الطبي " بالكي " .
+ + +
فالذى كان يقصده السيد المسيح :إننى سألقى النار المقدسة فى القلوب . فتطهرها , وتشعلها بالغيرة المقدسة لبناء ملكوت الله , على الأرض , لذلك قال : ماذا أريد لو أضطرمت " .
هذه النار قابلتها نار أخري من أعداء الإيمان تحاول إبادته . وهكذا اشتعلت الأرض ناراً , كانت نتيجتها إبادة الوثنية , بعد اضطهادات تحملها المسيحيون .
هناك إذن نار اشتعلت فى قلوب المؤمنين , ونار أخرى اشتعلت من حولهم . وكانت الأولى من الله , والثانية من أعدائه .
والسيد المسيح نفسه تعرض لهذه النار المعادية , لذلك قال بعد هذه الآية مباشرة , يشير إلى آلامه المستقبلية , " ولى صبغة اصطبغاها . وكيف أنحصر حتى تكمل " " لو12: 50 " . وبنفس الأسلوب تحدث عن صبغة آلامه فى " مت20: 22 " , "مر10: 38 " .
+ + +
بقي أن نتحدث عن النقطة التالية :
ما جئت لألقى سلاماً بل سيفاً :وهى قول السيد المسيح بعد الإشارة إلى آلامه مباشرة . " أتظنون أنى جئت لألقي سلاماً على الأرض كلا , أقول لكم بل انقساماً " " لو12: 51 " .
إنه جاء ينشر عبادة الله فى العالم كله , بكل وثنيته , ولذلك قال لتلاميذه " اذهبوا إلى العالم أجمع . واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " "مر16: 15 " .
تضاف إلى هذا : المبادئ الروحية الجديدة التى جاء بها المسيح . وهى تختلف عن سلوكيات وطقوس العبادات القديمة .
وكان أول من انقسم على المسيح , ثم على تلاميذه : اليهود وقادتهم . ليس بسبب المسيح , إنما بسبب تمسك اليهود بملك أرضي , وبسبب هم الحرفى للكتاب . لدرجة أنهم تآمروا عليه ليقتلوه , لأنه شفى مريضاً فى سبت " مت 12: 49 " .
وتضايق منه اليهود , لأنه كان يبشر الأمم الأخرى بالإيمان . وهو يردون أن يكونوا وحدهم شعب الله المختار . لذلك لما قال بولس الرسول أن السيد المسيح أرسله لهداية الأمم , صرخ اليهود طالبين قتله " أع22: 21, 22 " . بل أن القديس بولس لما تحدث عن القيامة , حدث انشقاق وانقسام بين طائفتين من اليهود هما الفريسيون والصدوقيون , لأن الصدوقيين ما كانوا يؤمنون بالقيامة ولا بالروح " أع23: 6, 9 " .
وانقسم اليهود على المسيح , لأنهم كانوا يريدون ملكاً أرضياً ينقدهم من حكم الرومان . أما هو فقال لهم " مملكتى ليست من هذا العالم " يو18: 36 " .فلم يعجبهم حديثه عن ملكوت الله , ولا قوله " اعطوا ما لقيصر لقيصر .. " " مت22: 21 " .
وهكذا قام ضد المسيح كهنة اليهود وشيوخهم والكتبة والفريسيون والصدوقيون .
+ + +
أكان يمكن للمسيح أن يمنع هذا الأنقسام , بأن يجامل اليهود فى عقيدتهم عن الشعب المختار , ورفضهم لإيمان الأمم الأخرى . ورغبتهم فى الملك الأرضي , وحرفيتهم فى تفسير وصايا الله أم كان لابد أن ينشر الحق . و لا يبالى بالانقسام
كذلك واجه السيد المسيح العبادات القديمة بكل تعددها وتعدد آلهتها : آلهة الرومان الكثيرة تحت قيادة جوبتر , والآلهة اليونانية الكثيرة تحت قيادة زيوس , والآلهة المصرية الكثيرة تحت قيادة رع وأمون , وباقى العبادات وكذلك الفلسفات الوثنية المتعددة . وكان لابد من صراع بين عبادة الله والعبادات الأخرى .
أكان المسيح يترك رسالته لا ينادى بها خوفاً من الانقسام , تاركاً الوثنيين فى عبادة الأصنام , لكى يحيا فى سلام معهم ! ألا يكون هذا سلاماً باطلاً !!
أم كان لابد أن ينادى لهم بالإيمان السليم . و لا خوف من الانقسام , لأنه ظاهرة طبيعية فطبيعي أن ينقسم الكفر على الإيمان . وطبيعي أن النور لا يتحد مع الظلام .
لم يكن الانقسام صادراً من السيد المسيح , بل كان صادراً من رفض الوثنية للإيمان الذى نادى به المسيح. وهكذا أنذر السيد المسيح تلاميذه , بأن انقساماً لابد سيحدث . وأنهم فى حملهم لرسالته , لا يدعوهم إلى الرفاهية , بل إلى الصدام مع الانقسام .
لذلك قال لهم " فى العالم سيكون لكم ضيق " " يو16: 33 " " تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله " " يو16: 2 " إن كان العالم يبغضكم , فاعلموا أنه قد أبغضنى قبلكم " "يو15: 18-20 "
لقد وقف السيف ضد المسيحية . لم يكن منها , وإنما عليها .
وعندما رفع بطرس سيفه ليدافع عن المسيح وقت القبض عليه , انتهره ومنعه قائلاً : اردد سيفك إلى غمده . لأن كل الذين يأخذون بالسيف , بالسيف يهلكون " " مت26: 52 " .
وكانت نتيجة السيف الذى تحمله المسيحيون , ونتيجة انقسام الوثنيين واليهود عليهم, مجموعة ضخمة من الشهداء .
ومع الصمود فى الإيمان , انتشر الإيمان وبادت الوثنية . فى وقت من الأوقات .
ظن تلاميذ المسيح – كيهود – إن المسيح سيملك لذلك اشتهى بعضهم أن يجلس عن يمينه وعن شماله فى ملكه . فشرح لهم السيد أن حملهم لبشارته سوف لا يجلب لهم سلاماً ورفاهية , وإنما إنقساماً من أعداء الإيمان . بل سيحدث هذا حتى فى مجال الأسرة فى البيت الواحد : إذ قد يؤمن ابن بالله , فيثور عليه أبوه الوثنى , ويجبره على العودة إلى وثنيته أو يقتله . وهكذا مع باقى أفراد الأسرة التى تنقسم بسبب الإيمان .
فهل يرفض هؤلاء الإيمان , حرصاً على عدم الإنقسام كلا . فالانقسام هنا ليس شراً , وإنما ظاهرة طبيعية . وكل ديانة انتشرت على الأرض , واجهت مثل هذا الانقسام فى بادئ الأمر . إلى أن استقرت الأمور . | |
|