يذكر الكتاب المقدس العلاقة الوطيدة بين الصوم والصلاة .
فقيمة الصوم تظهر في مواقف معينة مثل الحزن والتقشف والوحدة .
ولكن ما هي القيمة التي نكتسبها
من الصوم فقط بدون أى من المواقف المذكورة ؟
يعتقد الكثيرون منا بأن الصوم هو
مجرد وسيلة للتخلص من الوزن الزائد في الجسم (التخسيس) ، مثلما يفكرون في
حرفية آدائنا للصلاة .. هل نركع أم نقف أم نسجد ؟
يذكر الكتاب المقدس المرة
الوحيدة التي صام فيها الرب له المجد أثناء وجوده في البرية وصام أثناءها
40 يوما ، ومن الطبيعي أن الرب لم يذهب إلي البرية ليصوم ، ولكن الصوم كان
نتيجة وجوده في مكان منعزل في البرية ، وكان وسيلة للتغلب علي الشر التي
نتج عن التجارب الثلاث التي جربه بها الشيطان ، وطبيعي أن الشيطان قام
بتجربة رب المجد مئات المرات خلال الأربعين يوما ، ولكن لم يذكر منها
الكتاب المقدس سوىلا ثلاث منها كرمز ومثال .
في العهد القديم ، يذكر الكتاب
المقدس عن إرتباط الصوم بالطقوس التي كان يؤديها شعب الله في عباداته ،
وتأكيد الأنبياء بعدم فائدة الصوم بدون تغيير سلوكياتهم .
ولكن في العهد الجديد ، فالصوم
يحتل مكان هام في الحياة المسيحية ، فهو يعتبر كتدريب وفائدة للحياة
الداخلية مع الله .
الصوم يمثل موقف كفصل أشياء من
الوقت والحواس ، مثلما تجعل فاصلا بين حاستي الجوع والشم والطعام التي تراه
أمامك ، وبالتالي يمكنك التغلب علي هاتين الحاستين وإخضاعهما لإرادتك ،
وهذا يؤدى إلي الإرتقاء بأرواحنا .
والصوم – فقط – ليس ضروريا
للحياة المسيحية الحقيقية ، فكثيرون من غير المسيحيين يصومون ، بل ومنهم من
يعيشون نباتيين طوال أيام حياتهم .
والصوم ليس مجرد عقوبة للجسد بأن
نمنع عنه الغذاء الكافي .
ولكننا – كمسيحيين – نؤمن بأن
إقناع جسدنا ضد شهواته تسير جنبا إلي جنب مع حياة التبشير بالمسيحية التي
دعينا إليها .
ويوم الإثنين القادم يبدأ الصوم
الكبير ، فهل أنت مقتنع بصومه ، أم تراك في غير حاجة إليه ؟